العيد الوطني للكرسي الرسولي: الذكرى السنوية التاسعة على انتخاب البابا فرنسيس
احتفلت السفارة البابوية يوم الأحد الموافق 13 مارس 2022 بالعيد الوطني للكرسي الرسولي، الذي يصادف ذكرى انتخاب قداسة البابا فرنسيس. واحتفالاً بهذه المناسبة، أقامت السفارة البابوية حفل استقبال دعت فيه أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد لدى دولة الكويت، والآباء الكهنة والراهبات العاملين في الكويت، وممثلي الكنائس المسيحية والطوائف الدينية الأخرى، وجميع أصدقاء السفارة. ومَثَّل حكومة الكويت في هذا الحدث سعادة الوزير المفوَّض حمد سليمان المشعان، مساعد وزير الخارجية لشؤون التنمية والتعاون الدولي. وقد ألقى سيادة المونسينيور نوجينت، السفير البابوي، كلمة ترحيب وشكر موجزة:
سعادة الوزير المفوّض/ حمد سليمان المشعان، مساعد وزير الخارجية لشؤون التنمية والتعاون الدولي
أصحاب السعادة، الآباء والراهبات الأفاضل، الضيوف الكرام، السيدات والسادة. والأصدقاء!
أود أن أعبّر لكم جميعًا عن امتناني لمجيئكم إلى هنا هذا المساء وتشريفنا بحضوركم. إن وجودكم هنا يكرِّم بشكل خاص الشخص الذي نجتمع باسمه وهو قداسة البابا فرنسيس.
يعتبر الكرسي الرسولي غير اعتيادي من نواحٍ عديدة ، وليس أقلها بالحقيقة أن ليس له يوم استقلال أو يوم تأسيس أو يوم تحرير. ومع ذلك، نجتمع هنا هذا المساء للاحتفال بعيده الرسمي، أي ذكرى انتخاب أسقف روما الحالي الذي، وفقًا للتقليد، فإنه البابا رقم 266 للكنيسة الكاثوليكية.
باختصار، البابا فرنسيس هو البابا الأول الذي كان عضوًا في الرهبنة اليسوعية، التي أسسها القديس إغناطيوس دي لويولا، والمعروفة باسم اليسوعيين. وهو أول بابا غير أوروبي منذ البابا السوري غريغوريوس الثالث في القرن الثامن. وهو أيضًا البابا الأول من القارة الأمريكية وأول بابا يتخذ اسم فرنسيس، وهو الاسم الذي اختاره تذكاراً للقديس فرنسيس الأسيزي، الذي يُعتبر الرائد في الحوار بين الأديان.
عندما زار البابا فرنسيس دولة الإمارات العربية المتحدة في فبراير 2019، وهي زيارة فتحت فصلاً جديدًا في الحوار بين الأديان، أعلن: أنه "ليس هناك من بديلٍ آخر: إما أن نبني المستقبل معًا، وإلا فلن يكون هناك مستقبل". تحمل البشرية اليوم مصيرها بين يديها: يمكنها أن تختار إما الحياة أو الموت ؛ إما الحرب أو السلام. وفي هذه اللحظة الحرجة لا نعرف ماذا يخبئ المستقبل. نحن نعيش أيام مظلمة. نشهد حرباً رهيبةً في أوكرانيا؛ حرباً كانت غير مبررة وسيكون لها عواقب غير متوقعة على العالم. إن مشاهد الخسائر في الأرواح والتدمير غير المبرر للممتلكات وتشريد الناس مؤلمة للغاية. قال البابا في صلاة التبشير الملائكي في الفاتيكان يوم الأحد الماضي: "تجري في أوكرانيا أنهار دماء ودموع، إن الأمر لا يتعلّق بمجرد عمليّة عسكريّة وإنما بحرب تزرع الموت والدمار وبؤس ... ". يمكن للأسف تطبيق هذه الكلمات التي تشير إلى الحرب في أوكرانيا على جميع الحروب الأخرى الدائرة بأرجاء العالم في هذه اللحظة. نأمل أن يرفض أولئك الذين يزرعون الدمار حتى اليوم الحربَ ويختارون طريق الدبلوماسية والحوار الذي سيؤدي إلى السلام. "ليس هناك من بديلٍ آخر: إما أن نبني المستقبل معًا، وإلا فلن يكون هناك مستقبل".
في العام الماضي، زار البابا فرنسيس العراق وفي غضون أشهر قليلة سيزور جمهورية الكونغو الديمقراطية وجنوب السودان، البلدان اللذان شهدا أكثر من نصيبهما العادل من الحرب وإراقة الدماء.
إن حبرية البابا فرنسيس على مدى السنوات التسع الماضية هي مثال بليغ على المشاركة من أجل الصالح العام. وبالفعل، فإن التقديرَ الكبيرَ الذي يكنه الناس للبابا فرنسيس، سواء كانوا كاثوليك أو مسيحيين أو مسلمين أو يهوداً أو من دياناتٍ أخرى أو من دون دين، ينبعُ من بساطة أسلوب حياته والسلطة الأخلاقية الآتية من طريقة التي يعيش بها إيمانَهُ. إن النقاشات الهامة في هذا الزمن حول مواضيع مثل الحرب والسلام؛ السياسة والدين، والعولمة والتنوع الثقافي، والأصولية الدينية والعلمانية، وأزمة الهجرة، والبيئة، وعدم المساواة الاجتماعية؛ هي أيضًا من بين المواضيع المهمة التي أثارها قداسته باستمرار في خطاباته وكتاباته وفي لقاءاته مع قادة العالم. ومثالاً على ذلك، فقد أصبحت رسالته العامة "كُنْ مُسَبَّحًا" مرجعًا إلزاميًا لجميع الذين يتعاملون مع البيئة وتحديات تغير المناخ.
باسم البابا فرنسيس، أحيي ممثلي الحكومة الموقرين، وزملائي في السلك الدبلوماسي، والأكاديميين، والفنانين، ورجال الدين الكاثوليك، والأخوات الراهبات، وممثلي الإسلام والكنائس المسيحية، والهيئة العسكرية الإيطالية، وأعضاء المجتمع الكويتي المدني وجميع أصدقاء السفارة البابوية - سفارة الفاتيكان وهو الاسم أكثر شيوعًا للسفارة. أود أن أشكر إدارة وموظفي فندق كراون بلازا على كرم ضيافتهم واحترافهم. وبالمثل أشكر الجوقتين اللتين أنشدتا نشيدينا الوطنيين. أتمنى أن تكونوا قد لاحظتم أن الجوقة المارونية الكاثوليكية، أنشدت النشيد الوطني لدولة الكويت. وآمل أن يكون لدينا في العام المقبل جوقة كويتية قد تنشد النشيد الوطني للفاتيكان. والذي سيكون مثالاً جيداً عن تفعيل الحوار بين الأديان من خلال الأناشيد. شكراً للجوقتين.
زملائي وأصدقائي الأعزاء: في هذه اللحظة، اسمحوا لي أن أعيد التأكيد على التزام الكرسي الرسولي والكنيسة الكاثوليكية في الكويت بمواصلة استثمار مواردها البشرية والمادية بكل الخبرات التي يمكن أن تستعين بها في مجالات التعليم والرعاية الصحية وتنمية المجتمع وتعزيز حقوق الإنسان. لا أقصد أن أشعركم بالملل، ولكن أجد أنه من المفيد أن نذكر أنفسنا بأن الكنيسة الكاثوليكية هي مؤسسة عالمية تضم أكثر من 1.345.000.000 عضواً؛ مع أكثر من 152000 مدرسة كاثوليكية و600 جامعة كاثوليكية و5200 مستشفى كاثوليكي و15000 مستوصف ومركز صحي، وحوالي 60000 معهد للمساعدة الإنسانية.
إنه لشرف عظيم لي أن أمثل البابا فرنسيس في الكويت. ومع خروجنا من جائحة فيروس كورونا، دعونا نواصل العمل معًا لتحقيق رؤية قداسة البابا فرنسيس من أجل جعل المجتمع أكثر عدلاً وإنصافًا، ومن أجل يكون احترام لبعضنا البعض أكبر ومن أجل تحقيق الأخوّة الحقيقية.
وأعرب لأصدقائي الكويتيين الموجودين هنا ولجميع السلطات عن أملي في مواصلة جهودنا المشتركة لتعزيز المزيد من التماسك الاجتماعي والصالح العام.
في الختام، اسمحوا لي أن أؤكد لصاحب السموّ الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت، على صلوات ال 300 ألف كاثوليكي من الجالية الكاثوليكية الكبيرة في الكويت واحترامهم وتقديرهم لسموِّه.
شكرا لكم. وأتمنى لكم قضاء أمسية ممتعة!